ماذا يحدث في إيران؟

July 15, 2020by Ohoud Wafi0

اندلعت في الأيام الأخيرة سلسلة من الحرائق غير المبررة في عدة أماكن استراتيجية وحساسة في إيران، منها مرافق تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني. يستعرض ويحلل هذا المقال الأعمال التخريبية التي تحدث الأن في إيران من انفجارات وحرائق والحوادث الطبيعية وغيرها ويحاول أن يقرأ ما بين السطور.

  1. تتبع زمني لبعض الأعمال التخريبية التي تحدث في إيران الفترة الأسابيع الماضية

8 يونيو: حرق صور «خامنئي» في مظاهرات شمال شرقي إيران: كان قد أعرب متظاهرون إيرانيون عن غضبهم، مطالبين برفع الظلم عن البلاد، وذلك بحرق صورة المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي في مدينة مشهد شمال شرقي إيران. وظهر في مقطع الفيديو المنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، صوت المصور أثناء اشتعال صورة خامنئي، يقول: «فلتسقط سلطة الظلم والفساد والاستبداد والكذب والمراوغة على أمل النصر، نحن مناضلو طريق الحرية».

26 يونيو: انفجار في منشأة صواريخ خوجير خارج طهران: حدث انفجار في منشأة صواريخ خوجير خارج طهران والتي يمكن رؤيتها من على بعد أميال. وقالت إيران في البداية إن الحادث وقع في منشأة مختلفة وهي مجمع بارشين العسكري.

30 يونيو: تفجير جنوب شرقي إيران: أعلن النائب في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني فدا حسين مالكي، أن تفجيراً استهدف سيارتين لـ«الحرس الثوري» في محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي إيران، ما أسفر عن إصابة قائد «الحرس» بالمنطقة. ونفى، في تصريح لوكالة «فارس»، ما تردد عن أسر عدد من أفراد الحرس الثوري في العملية. وقال مالكي إن الهجوم نفذته منظمة «جيش العدل»، حيث قام مسلحوها «بزرع عبوتين ناسفتين في الطريق، وانفجرت إحداهما حين عبور سيارتين للحرس الثوري، ولم يسفر الانفجار عن وقوع ضحايا إلا أن قائد الحرس الثوري في المنطقة أصيب بجروح».

2 يوليو: حريق في مبنى في موقع إنتاج الوقود النووي الرئيسي في إيران: اندلع حريق في مبنى في موقع إنتاج الوقود النووي الرئيسي في إيران في وقت مبكر في بداية شهر يوليو الحالي، مما تسبب في أضرار جسيمة لما يبدو أنه مصنع تتباهى فيه الدولة بإنتاج جيل جديد من أجهزة الطرد المركزي. وحذرت الولايات المتحدة مرارا من أن مثل هذه الآلات يمكن أن تسرع في طريق طهران نحو بناء أسلحة نووية. وقد اعلنت وكالة الطاقة الذرية الإيرانية “بحادث” وقع في الموقع الصحراوي، لكنها لم تصفه بأنه تخريب. ونشرت صورة تظهر ما يبدو أنه دمار من انفجار كبير مزق الأبواب من مفصلتها وتسبب في انهيار السقف بالإضافة لبعض أجزاء من المبنى، الذي تم افتتاحه مؤخرًا، تم تعتيمها بالنيران. لكن لم يتضح حجم الضرر الحقيقي الواقع تحت الأرض، حيث أشار مقطع فيديو نشرته الحكومة الإيرانية العام الماضي إلى أن معظم أعمال التجميع يتم إجراؤها على أجهزة الطرد المركزي من الجيل التالي – الآلات التي تنقي اليورانيوم. ويعتبر الانفجار ذو الاثر الكبير هو السبب في تدمير الكثير من الأجزاء فوق سطح المنشأة حيث تتم موازنة أجهزة الطرد المركزي الجديدة والأجهزة الدقيقة التي تدور بسرعات تفوق سرعة الصوت، قبل تشغيلها. يقع المبنى المتضرر بالقرب من منشآت إنتاج الوقود تحت الأرض، حيث قامت الولايات المتحدة وإسرائيل في الماضي بعملية “الألعاب الأولمبية” والتي اعتبرت واحدة من أكثر الهجمات الإلكترونية تعقيدًا في التاريخ الحديث، حيث استمر الهجوم لعدة سنوات من خلال تغيير رمز الكمبيوتر للمعدات الصناعية الإيرانية وتدمير حوالي 1000 جهاز طرد مركزي أدى لتعطيل البرنامج الإيران النووي.

جدير بالذكر، أنه لم تعترف إسرائيل وإيران رسميًا باستهداف البنية التحتية لبعضهما البعض. وتشير التحليلات بأن من الممكن أن تكون هذه التفجيرات رد إسرائيلي على هجوم سيبرالي قيل إنه إيراني واستهدف مرافق إمداد مياه في إسرائيل. وألمحت مصادر إسرائيلية أن الهجوم ربما كان يهدف إلى خلط الكلور أو المواد الكيميائية الأخرى في إمدادات المياه. ورفض أحد المطلعين على النظام الإيراني المزاعم للصحيفة، قائلاً: “إن إيران لا تستطيع سياسياً محاولة تسميم المدنيين الإسرائيليين. وحتى إذا فعلت إيران ذلك، فأين الرد الإسرائيلي المناسب؟ “

2. قراءة تحليلية للوضع في إيران

من الواضح أن الحرب الغير عسكرية بين إيران وبين الفصائل الداخلية التي تطالب بحقوقها في إيران تارة، أو بينها وبين تلك الدول التي تعتدي إيران على أمنهم الاقتصادي والجيوسياسية تارة أخرى، في محض البداية، وذلك بعد توقف العالم في الاشهر الماضية بشكل شبه كامل لمواجهة جائحة كوفيد-19. حيث كان من المتوقع زيادة هذا التوتر مع توقيت زيادة الأصوات الداعية لرفع حظر الأسلحة عن إيران، حيث ستحاول الولايات المتحدة الأمريكية تحجيم قدرات إيران بشكل مختلف وغير مباشر. ولا يمكن تحليل هذه الأحداث في إجمالها بمعزل عن المظاهرات التي كانت في إيران قبيل تفشي فيروس كورونا المستجد كوفيد-19، احتجاجا على إسقاط الطائرة الأوكرانية في يناير الماضي، بعدما أعلن الحرس الثوري مسؤوليته عن الحادثة، وحُرقت صور لكبار المسؤولين الإيرانيين بمن فيهم المرشد. فهناك أزمة شرعية ليست صغيرة تواجهها إيران في الداخل وربما كانت جلية في نسبة المشاركة الضئيلة نسبياً التي كانت في الانتخابات البرلمانية الأخيرة. كذلك هناك تآكل كبير في الثقة في القيادة بسبب مقتل قاسم سليماني الذي كان أهم رجل يدبر شبكه أذرع إيران في المنطقة. لا شك أن الوضع الاقتصادي الصعب الذي تسببت فيه العقوبات الأمريكية وكذلك أزمه تفشي فيروس كورونا وبيان ضعف أجهزة الدولة في مواجهته ساهم بشكل كبير في تغذية الغضب عند الكثير من الإيرانيين. وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني في نهاية الشهر الماضي (23 يونيو 2020)، قد أعلن في تصريحات أذيعت مباشرة على شاشة التلفزيون الحكومي إن مطالبة أمريكا في الفترة الماضية بإجراء محادثات مع إيران كانت كذبة، في إشارة واضحة له للوم الجانب الأمريكي في التأخر لاتفاق. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد كتب في تغريده في أوائل يونيو 2020 يحث الرئيس الإيراني على عقد صفقة مع أمريكا.

وبخصوص التفجيرات، كانت قد أفادت هيئة الإذاعة البريطانية أن العديد من موظفيها تلقوا رسالة بريد إلكتروني من مجموعة أشارت إلى نفسها باسم Cheetahs Homeland، قبل أن تصبح أنباء الحريق علنية. وأعلنت الجماعة مسؤوليتها وقالت إنها تتألف من منشقين في الجيش والأجهزة الأمنية الإيرانية. ويستهدف الهجوم أجزاء فوق الأرض من المنشآت المستهدفة حتى لا تتمكن الحكومة الإيرانية من تغطية الأضرار، إلا إنه لم يتم تحديد الهوية الحقيقية لهذه المجموعة. من ناحية أخرى، قال متحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني إن سبب الحادث في الموقع النووي لن يتم الإعلان عنه على الفور بسبب اعتبارات أمنية، وإن الأحداث مازالت في قيد التحقيق. كما قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، في بيانها الأخير بشأن تفجير الموقع النووي إن السلطات الإيرانية أبلغتها بالانفجار، وقالت إن السبب غير معروف. وقالت الوكالة إنها يمكن أن تؤكد أن موقع الحادث لا يحتوي على مواد نووية.

  • بقلم داليا القاضي وعهود وافي

Ohoud Wafi

Ohoud holds a bachelor’s degree in Political Science from Cairo University as well as a master’s degree in Comparative Politics specialized in the Arab World from Saint Joseph University in Beirut. She started her career in civil society and R&D in Egypt in 2012. Currently, Wafi is a PhD candidate at University of Diderot Paris in Anthropology and she works as Senior Political Analyst for Synerjies. Wafi has worked for several organizations, such as Nahdet El Mahrousa, Misr el Kheir Foundation, the AUC and Handicap International-Egypt. She has experience in implementing different projects relating to R&D, innovation, education, health and the preservation of arts and culture. Wafi is currently focusing in her researches on the Arab/MENA region from a Political Anthropology lens.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

About Synerjies

Synerjies Center for International & Strategic Studies is a trailblazing corporate think tank in the Middle East & Africa region, uniquely blending private initiative for public good. We specialize in guiding decision-makers across governments, international bodies, and corporations through the complexities of today’s rapidly evolving geopolitical and economic landscapes.

Follow Us
AVANTAGEHeadquarters
Organically grow the holistic world view of disruptive innovation via empowerment.
OUR LOCATIONSWhere to find us?
https://synerjies.com/wp-content/uploads/2019/04/img-footer-map.png
GET IN TOUCHAvantage Social links
Taking seamless key performance indicators offline to maximise the long tail.

Copyright by Synerjies. All rights reserved.